تحليلات وتوقعات الأسواق المالية
أصاب الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا حالة من الذعر يوم الخميس، مما أدى إلى انهيار أسواق الأسهم وتراجع الأسواق المالية، بقيادة النفط والغاز، في حين اضطر البنك المركزي الروسي إلى التدخل لوقف تراجع الروبل.
مع استيقاظ العديد من المدن الأوكرانية على صفارات الإنذار والانفجارات، أثار التوغل العسكري الروسي حالة من الذعر خارج حدود أوكرانيا. مما نتج عن ذلك ارتفاع بشكل رهيب في أسعار المواد الخام مثل النفط والغاز والألمنيوم قفزة تاريخية.
مؤشرات تكشف عن مصير الأسواق العالمية في 2022
انهارت أسواق الأسهم الأوروبية في بداية التعاملات، حوالي الساعة 08:15 بتوقيت جرينتش، بحيث خسرت بورصة باريس 3.15 ٪، وفرانكفورت 3.73 ٪، ولندن 2.45٪ وميلانو 3.10٪. وانخفض مؤشر يوروستوكس 50 بنسبة 3.48٪.
بل إن بورصة موسكو هبطت بأكثر من 30٪ ووصلت العملة الروسية، الروبل، إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق مقابل الدولار قبل تدخل البنك المركزي في البلاد.
وفي آسيا، خسرت هونغ كونغ 3.24٪. وانتهت بورصة طوكيو على انخفاض حاد بنسبة 1.81٪ وشنغهاي بنسبة 1.70٪. تجاوز سعر برميل نفط برنت في بحر الشمال 100 دولار للمرة الأولى منذ أكثر من سبع سنوات. كما حطم الألومنيوم الأرقام القياسية.
وقال ايبيك اوزكاردسكايا المحلل في شركة "سويسكوت الاستثمارية" ان هناك نزول كبير في الأسواق المالية بسبب الأزمة الدبلوماسية بين أوكرانيا وروسيا.
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فجر اليوم، بدء عمليته العسكرية في أوكرانيا، حيث قالت كييف إن غزوًا واسع النطاق جار.
وفي أعقاب ذلك، سمعت انفجارات قوية وصفارات إنذار جوية في كييف وأوديسا (جنوب) ولفيف (غرب) وخاركيف على الحدود الروسية في شرق أوكرانيا. وقال حرس الحدود الأوكراني إن القوات البرية الروسية دخلت الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي تم ضمها سابقا.
وأثار الهجوم الروسي موجة من الإدانة الدولية، حيث ندد الرئيس الأمريكي جو بايدن بالهجوم الروسي الغير المبرر. وناشد الامين العام للأمم المتحدة، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعادة "قواته إلى روسيا" "باسم الانسانية ". وجاء الإعلان الروسي في منتصف دورة مجلس الأمن.
تتصاعد المواد الخام بشكل رهيب
حوالي الساعة 08:10 بتوقيت جرينتش، ارتفع سعر بِرْمِيل نفط برنت من بحر الشمال بنسبة 6.01٪ إلى 102.60 دولار وقفز سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 5.39٪ إلى 97.14 دولار.
وعلى جانب الغاز الطبيعي، تم تداول السوق المرجعية في أوروبا، وهي مرفق نقل الملكية الهولندية، بسعر 107.615 يورو لكل ميجاوات ساعة، وهو انفجار بنسبة 21٪ مقارنة باليوم السابق. ووصل سعر الألومنيوم إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3,382.50 دولار للطن.
ويقول محلل سويسكوت إن الارتفاع الكبير في السلع الأساسية يشكل تهديدا متزايدا، لأنه يمارس ضغوطا على التضخم، المرتفع جدا بالفعل في الولايات المتحدة وأوروبا، والذي قد يجبر مصرف الاحتياطي الفيدرالي على التصرف بقوة أكبر للسيطرة على هذا الارتفاع في الأسعار.
انخفاض الروبل الروسي، وارتفاع الدولار الأمريكي
بعد أدنى مستوى لها على الإطلاق عند 90 روبل للدولار، خفضت العملة الروسية خسائرها: فقد انخفضت بنسبة 6.39٪ وتم تداولها عند 87.19 روبل للدولار في الساعة 08:10 بتوقيت جرينتش.
أعلن المصرف المركزي الروسي اليوم انه بدأ تدخلات في سوق النقد الأجنبي من اجل استقرار الوضع بعد سقوط الروبل. وارتفع الدولار، الذي يعد ملاذا آمنا، بنسبة 0.41٪ أمام العملة الأوروبية، ليصل إلى 0.8884 يورو للدولار. وانخفضت البيتكوين بنسبة 4.77٪ إلى 35,700 دولار.
ارتفعت أسهم التكنولوجيا على الرغم من الغزو الروسي لأوكرانيا
ارتفعت أسهم التكنولوجيا ذات الغطاء الضخم مثل مايكروسوفت (ناسداك:MSFT) وألفابيت (ألفابيت:GOOG) ومنصات ميتا (ناسداك: FB) المشتركة مع مايكروسوفت وألفابيت. بنما انخفضت أسهم أبل (ناسداك: AAPL) بنسبة تقل قليلا عن 2٪.
كما ارتفعت أسهم شركة الأجهزة الدقيقة المتقدمة (ناسداك: AMD)، ونفيديا (ناسداك: NVDA)، ومارفل تكنولوجي (ناسداك: MRVL) وإنتل (ناسداك: INTC)، بينما انخفضت مارفل أقل من 1٪.
وكان مؤشر ناسداك الأوسع نطاقا، أعلى جزئيا بعد أن انخفض بنسبة 2٪ تقريبا لبدء الجلسة. وأضاف بعض المحللين في ويدبوش سيكيوريتيزز ان غزو روسيا لأوكرانيا سيأثر على الأسهم وجميع الأسواق المالية في حالة وقعت حرب عالمية ثالثة، وقال للمستثمرين ان يركزوا على أسماء أسهم التكنولوجيا التي بيعت بشكل مفرط وعلى المواد الخام الضرورية.
