كل شيء عن تلسكوب جيمس ويب الفضائي

 تلسكوب جيمس ويب

تم الكشف مؤخرا عن صور مذهلة في الفضاء تم التقاطها بواسطة تلسكوب جيمس ويب (james webb)، التي وفرت ملايين السنين على رواد ومكتشفي الفضاء. استغرق 30 عامًا في صنعه وتكلفة تقدر بـ 10 مليار دولار لبنائه. قبل أن يظهر للعالم ما مدى كفاءته في الفضاء. بحيث قدر على اختراق مسافة تزيد عن 1.5 مليون كيلومتر بعيدًا عن الأرض، وهي مسافة قصوى لم يسبق لها مثيل على مر السنين. مما جعل الكل يتكلم عنه، وأصبح يحتل قائمة الصحف، لذلك عزيزي الزائر إذا كنت من أولئك الذين يبحتون عن أدق تفاصيل تلسكوب جيمس ويب، فأنت في المكان الصحيح فكل ما عليك فعله هو متابعة المقال حتى النهاية.

ما هو تلسكوب جيمس ويب الفضائي؟

سمي تلسكوب جيمس ويب على اسم مدير برنامج أبولو التابع لوكالة ناسا جيمس إدوين ويب سنة 2002، هو تلسكوب فضائي، تمامًا مثل تلسكوب هابل (Hubble) الذي تم إطلاقه في عام 1990، ولا يزال أحد أكبر التلسكوبات الفضائية وأكثرها تنوعًا وقد التقط عددًا لا يُصدق من صور الكون. من المقرر أن يستمر لمدة 15 عامًا على الأقل، فقد تجاوز بالفعل 32 عامًا ويمكن أن يستمر حتى عام 2030 أو 2040. 

لذلك لم يتم تصميم تلسكوب جيمس ويب الفضائي ليحل محله، ولكن لاستكماله. تبلغ أبعاده حجم ملعب التنس، إنه أكبر تلسكوب تم إرساله إلى الفضاء على الإطلاق مع مرآة أساسية يبلغ ارتفاعها 6.5 متر. تم تصنيعه من قبل وكالات الفضاء الأمريكية والكندية والأوروبية ناسا. تم إطلاقه في 25 ديسمبر 2021، وتم وضعه في نقطة لاغرانج L2، تبعد بمسافة تبلغ بـ 1.5 مليون كيلومتر عن الأرض.

كيف يبدو شكله؟

يحتوي تلسكوب جيمس ويب على مرآة لونها ذهبي مجزأة، على شكل كرة غولف من الذهب عيار 24 قيراط (ليست من الذهب الخالص، وإنما في الواقع إنها مصنوعة من البريليوم). وتعتبر أكبر زجاجة مرت في الفضاء مكونة من ثمانية عشر قطع مجمعة على شكل سداسي يبلغ قطرها 6.5 أمتار.

ما هي المسافة التي تم وضع تلسكوب جيمس ويب فيها؟

تم وضع تلسكوب جيمس ويب على مسافة تبعد بـ 1.5 مليون كيلومتر من الأرض، أي أربعة أضعاف المسافة بين الأرض والقمر، مما يجعل من المستحيل إصلاحها في حالة حدوث مشكلة. كما حدث مع هابل عندما تم تشغيله لأول مرة.

لماذا يستخدم هذا التلسكوب؟

تم إطلاق تلسكوب جيمس ويب للأول مرة في 25 ديسمبر 2021 ويعد أقوى مرصد فضائي تم بناؤه على الإطلاق. من شأنه أن يصنع اكتشافات ثورية في عالم الفلك. 

ومن أبرز أهدافه:

• مراقبة واكتشاف المناطق البعيدة في الفضاء.
• البحث عن النجوم والمجرات التي يصعب الوصول إليها.
• لفهم تكوين وتطور النجوم والكواكب والمجرات بشكل أفضل.
• دراسة النظام الشمسي.
• اكتشاف الكواكب التي يمكن للبشر العيش فيها.
•  دراسة جميع مراحل تاريخ الكون.

ماذا وجد تلسكوب جيمس ويب؟

حسب علم الفلك، إن هذا الاكتشاف الذي حققه تلسكوب جيمس ويب لم يسبق له مثيل على مدار التاريخ. وجد العديد من الأشياء المهمة التي يمكن أن توفر على رواد الفضاء مليارات الدولارات، والكثير من الوقت والسنين. بحيث وجد مؤخرا أبعد مجرة ​​تم رصدها على الإطلاق، والتي كانت موجودة منذ 13.5 مليار سنة. بحيث يمكننا ذلك إلى العودة بالزمن إلى الوراء. ورؤية الأشياء كما كانت منذ مليارات السنين. والأكثر من ذلك يمكنه التقاط صور عميقة للغاية، تصل إلى درجة يمكنه إظهار حبة حمص على الفضاء. 

ما الذي يميز تلسكوب جيمس ويب عن هابل؟

غالبًا ما يطلق على جيمس بديل لتلسكوب هابل. بعد كل شيء، جيمس ويب هو المكمل العلمي للتلسكوب هابل. كانت أهدافه العلمية مدفوعة بنتائج من هابل. مما جعل تلسكوب جيمس يتفوق على هابل من حيث النظر إلى أطوال موجية. بالأخص، الأجسام البعيدة الأكثر انزياحًا نحو الأحمر، ويتم دفع ضوءها من الأشعة فوق البنفسجية والبصرية إلى الأشعة تحت الحمراء القريبة. وبالتالي فإن رصد هذه الأجسام البعيدة مثل المجرات، تتطلب تلسكوبًا يعمل بالأشعة تحت الحمراء. وهذا هو السبب الآخر الذي يجعل جيمس ويب بديلاً عن هابل. بينما يلتقط تلسكوب هابل بشكل أساسي الأطوال الموجية الضوئية والأشعة فوق البنفسجية فقط.

بالإضافة الى ذلك، يتوفر جيمس ويب أيضًا على مرآة أكبر بكثير من مرآة هابل. تعني منطقة جمع الضوء الأكبر هذه أن جيمس ويب يستطيع النظر إلى الوراء بعيدًا أكثر مما يستطيع هابل فعله. يقع هابل في مدار قريب جدًا حول الأرض، بينما يوجد جيمس ويب على بعد 1.5 مليون كيلومتر (كم) بعيد عن الأرض عند نقطة لاغرانج الثانية (L2).

إلى أي مدى يمكن أن يذهب تلسكوب جيمس ويب؟

يمكن أن يلتقط تلسكوب جيمس ويب صور بعيدة بعمق 6 تريليون ميل أي بما يعادل 13.6 مليار سنة ضوئية، التي ستكون أبعد مسافة تم التقاطها في الفضاء على مر تاريخ البشرية جمعاء.

أين يقع تلسكوب جيمس ويب في الفضاء؟

يقع تلسكوب جيمس ويب في مدار حول الشمس على بعد 1.500.000 كيلومتر من الأرض، في مكان يسمى نقطة لاغرانج L2، ما يميز هذا المدار هو أنه يتيح للتلسكوب البقاء على نفس الخط مع الأرض أثناء تحركه حول الشمس. زيادة على ذلك فإنه مكان خالي تمامًا من العوائق ليساعده في مراقبة المسافات البعيدة للكون أكثر بكثير من تلسكوب هابل الفضائي، وايضا حمايته من ضوء وحرارة الشمس والأرض (والقمر). تم وضعه في موقع عكس تلسكوب هابل الذي يدور على مدار حول الأرض. ولكن على الرغم من تطور تلسكوب جيمس ويب على هابل، إلا أنه لكل تلسكوب له دور مهم في مساعدة وتكميل المعلومات للآخر.

إلى متى يجب أن تستمر مهمة تلسكوب جيمس ويب؟

منذ إطلاق وتصميم تلسكوب جيمس ويب، أكدت وكالة الناسا الفضائية أنه يمكن تستمر مهمته لمدة 5 سنوات ونصف على الأقل (بما في ذلك الأشهر الستة الأولى من بدء التشغيل) وهي فترة تقديرية فقط. ولكن في الحقيقة يمكن أن يستغرق عمره أكتر من 10 سنوات على عكس تلسكوب هابل. ولكي يحافظ على مداره خلال هذه المدة المقدرة. تم توفيره بكميات كافية بالوقود ليعمل بشكل جيد في هذه الفترة المحددة.

ما هي أبرز الصور التي التقطها تلسكوب جيمس ويب؟

كشفت وكالة ناسا لأول مرة على صور من مسافات بعيدة جدا، تم التقطها بواسطة تلسكوب جيمس ويب الفضائي. 

ومن بين أبرز واهم الصور التي التقطها تلسكوب جيمس ويب:

👈 صورة رقم ①

صورة مركبة للمنحدرات الكونية في سديم كارينا

تم التقاط هذه الصورة التي لقبوها بإسم "NGC 3324" في سديم كارينا. من خلال ضوء الأشعة تحت الحمراء بواسطة تلسكوب جيمس ويب الفضائي الجديد التابع لناسا، وتكشف لأول مرة مناطق غير مرئية من بينها: جبال ووديان مليئة بالنجوم.

👈 صورة رقم ②

أول صورة بجودة علمية تم الكشف عنها في 11 يوليو 2022، التي تعتبر أعمق صورة للأشعة تحت الحمراء للكون حتى الآن

تحتوي هذه الصورة للعنقود المجري المعروف باسم "SMACS 0723" الذي تحتوي على آلاف المجرات، بعضها يبعد عن 13.1 مليار سنة ضوئية. (وكل سنة ضوئية واحدة تقدر بـ 6 تريليون ميل). بينما تحتوي المجرات الأكثر احمرارًا على المزيد من الغبار، والتي لا تزال النجوم تتشكل منه.

👈 صورة رقم ③

صورة تم التقاطها بواسطة مستشعر التوجيه الدقيق لتلسكوب جيمس ويب الفضائي تكشف عن مئات المجرات البعيدة التي لم يكشف عنها حتى الآن

الصورة التي أصدرتها وكالة الناسا يوم الأربعاء (6 يوليو)، التي تمثل 32 ساعة من وقت المراقبة بواسطة مستشعر التوجيه الدقيق لجيمس ويب. الذي يعد واحدًا من أدوات التلسكوب الأربعة الرئيسية، فإنه يحافظ على المرصد ويشير بثبات إلى هدفه.

👈 صورة رقم ④

صورة للكوكب المشتري وقمره يوروبا، التي تم التقاطها من خلال مرشح نيركام لتلسكوب جيمس ويب الفضائي

صورة تم التقاطها لكوكب المشتري يوم الخميس 14 يوليو، التي أتاحت لوكالة الناسا أخيرًا مناظر جديدة من تلسكوب جيمس ويب الفضائي، بحيث تنقل الصورة ما يسهل نسيانه عند النظر إلى النجوم المذهلة وصور المجرات.

وحسب ما جاء في بيان من ستيفاني ميلام، نائبة لعلوم الكواكب في مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا في ماريلاند: "لم أصدق هذا، أننا رأينا كل شيء بوضوح كافي من حيث السطوع والتباين. إنها فرصة جيدة لمراقبة هذه الأنواع من الأجسام في نظامنا الشمسي".