رحلة إلى عالم الخفاء: انواع الشياطين ووظائفهم | حصري بالفيديو

انواع الشياطين ووظائفهم

 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

أهلاً ومرحبًا بكم في هذا اللقاء الذي نسعد فيه بتقديم نظرة سريعة إلى عالم الشياطين والجن، حيث يتساءل العديد من الناس عن الظواهر الغامضة والكائنات الخارقة، ومن بين هذه الكائنات تأتي الشياطين كموضوع يثير فضول الكثيرين.

سنستكشف في هذا اللقاء مفهوم الشياطين والجن وتصنيفاتها المختلفة، كما سنلقي نظرة على وظائفها المزعومة في مختلف الثقافات والأديان. هل تعتبر الشياطين مجرد خيال ينبت عن خيال البشر، أم أن لها واقعية وأثر حقيقي في العالم الذي نعيش فيه؟

ولكي لا نطيل عليكم كثيرا، دعونا نتسلح بالفضول والمعرفة لاستكشاف عالم الشياطين الغامض وفهم:

1. من هو الشيطان (إبليس)؟
2. هل الشيطان له اولاد؟
3. كيف يلد الشيطان ومن هي زوجته؟
4. ما الفرق بين الشيطان والجن؟
5. ما هي انواع الشياطين ووظائفهم؟

 شرح بالفيديو انواع الشياطين ووظائفهم 

الشيطان الملقب بإسم إبليس وهو الإسم الشائع المعروف لذى أغلب البشر:

أصله كجنّ: على عكس البشر الذين خلقوا من الطين، خلق الجن من النار، حيث يتمتعون بالإرادة الحرة والقدرة على اتخاذ أشكال متنوعة. كان إبليس من بين أتقى وأعلم الجن، مكلفًا من قبل الله بمرتبة عالية.

رفض السجود لآدم: عندما خلق الله آدم، أمر جميع الملائكة والجن بالسجود احترامًا. ومع ذلك، رفض إبليس وأشار إلى تفوقه ككائن من النار على آدم الذي خلق من الطين. كانت هذه الفعلة العنيدة بداية سقوطه من النعيم.

حيث قال الله في كتابه الكريم في سورة الكهف: "وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلً".

الكبر والحسد: كان رفض إبليس ينبع من شعور بالكبر والحسد. رأى نفسه أفضل من آدم ولم يستطع قبول فكرة السجود لخلق أدنى منه. هذه الطبيعة الكبرى أصبحت سمة مميزة له.

مغرِّي البشر: بعد سقوطه، أقسم إبليس أن يضل البشر. أصبح معروفًا باسم الشيطان وغالبًا ما يُعتبر مصدرًا للإغواء والشر في العالم.

هل الشيطان له اولاد؟

 الجواب هو نعم، ورد ذكر ذرية إبليس في القرآن الكريم في عدة مواضيع، منها:

• سورة الكهف: "إِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا".

• سورة الأنعام: "وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ". 

وبناءً على هذه الآيات، يعتقد المسلمون أن إبليس له ذرية من الشياطين، وأن هؤلاء الشياطين هم أعداء الله ورسوله، وأنهم يفتنون الناس ويضللونهم.

كيف يلد الشيطان ومن هي زوجته؟

لم يرد نص صريح في القرآن الكريم أو السنة النبوية يحدد كيفية تناسل الشياطين، سواء كان عن طريق التزاوج مع الإناث، أو عن طريق البيض.

كما يبين قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تكن أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها، فيها باض الشيطان وفرخ". رواه البرقاني في صحيحه كما قال النووي في رياض الصالحين.

هذا الحديث لا يثبت بالضرورة أن الشيطان يبيض، فكلمة "باض" قد تعني "وضع" أو "أنجب". وقد يكون الحديث دليل على وجود الشياطين في السوق، حيث يكثر فيها البيع والشراء، ويكثر فيها التزاحم والاختلاط بين الناس، مما قد يسهل على الشياطين إغواء الناس.

وعلى الرغم من ذلك، فإن القول بأن الشيطان يبيض هو القول الأكثر شيوعًا في التراث الإسلامي، وهو القول الذي رجحه بعض العلماء، مثل القرطبي وابن حجر العسقلاني.

وهذا القول له عدة أوجه ترجيح، منها:

• أنه يتفق مع ما ورد في بعض الأحاديث النبوية، مثل الحديث السابق.
• أنه يتفق مع ما هو معروف عن تناسل بعض الحيوانات الأخرى، مثل الطيور والأسماك.
• أنه يتفق مع الطبيعة الشريرة للشيطان، حيث أنه يتصف باللؤم والخبث، وقد يلجأ إلى أي وسيلة لتحقيق أهدافه، حتى لو كانت هذه الوسيلة هي وضع البيض.

ولكن هذا القول ليس قاطعًا، ولا يخلو من بعض الضعف، حيث أنه لم يرد فيه نص صريح في القرآن الكريم أو السنة النبوية.

ما الفرق بين الشيطان والجن؟

قال ابن عباس: "الجن نوعان: نوع صالح، ونوع كافر. فالنوع الصالح يسمى المسلمون، والنوع الكافر يسمى الشياطين. والشياطين هم من الجن، ولكنهم أشر الجن، وأضلهم، وأشدهم كفراً وطغياناً".

وهذا القول يتفق مع ما جاء في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: "وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِنَّا الْوَارِثُونَ (15) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (16) فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (17) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ عَدُوًا (18)" (سورة الأنعام).

وفي هذه الآيات، يوضح الله تعالى أن الجن نوعان: نوع صالح، ونوع كافر. وأن الشيطان هو من الجن، ولكنه من النوع الكافر، وهو الذي عصى الله تعالى ورفض السجود لآدم عليه السلام.

وهذا الرأي هو الرأي السائد بين علماء المسلمين، وهو الذي يتفق مع النصوص القرآنية والأحاديث النبوية.

وقال الحسن البصري رحمه الله: "ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قط، وإنه لأصل الجن، كما أن آدم عليه السلام أصل البشر".

ومعنى هذا أن إبليس ليس من الملائكة، وإنما هو من الجن، وقد كان من أشرفهم وأعظمهم قدرًا، ولكن بعدما امتنع عن السجود طغى وتكبر، ورفض عبادة الله عز وجل، فغضب الله عليه ولعنه، وجعله عدوًا للبشر.

وأما الجن، فهم مخلوقات خلقهم الله عز وجل من نار، لهم أجسام وقدرات خارقة، يسكنون الأرض والسماء، منهم الصالحون والطالحون، منهم من يعبد الله عز وجل، ومنهم من يكفر به ويعبد الشيطان.

وخلاصة القول، فإن الفرق بين الشيطان والجن هو أن الشيطان من الجن، ولكنه ليس من الملائكة، كما أن الجن مخلوقات خلقهم الله عز وجل من نار، لهم أجسام وقدرات خارقة.

ما هي انواع الشياطين ووظائفهم؟