هل لعب الشطرنج حرام ام حلال؟ | وما حكمه في المذاهب الأربعة؟

 هل لعب الشطرنج بدون مال حرام ؟

أهلا ومرحبا بك عزيزي الزائر، في هذا المقال الشيق والمثير للفضول، لا شك انك تريد تعلم لعبة الشطرنج أو إنك من محترفين هذه اللعبة، وأثارتك موجة من الفضول والشك عن حكم لعب الشطرنج في الدين الاسلامي، هل هو حرام أم حلال.

فلا تقلق عزيزي القارئ، أنت في المكان في الصحيح، فتابع الموضوع إلى حد النهاية لمعرفة جميع تفاصيل حكم لعبة الشطرنج في الدين الاسلام وما حكمه في المداهب الأربعة بما في ذلك الحنفي، المالكي، الشافعي، والمذهب الحنبلي.

 ما هو حكم لعب الشطرنج في الدين الاسلامي؟

تختلف آراء العلماء في الدين الإسلامي حول حُكم لعبة الشطرنج وألعاب أخرى، حيث يتفقون على حُرمتها إذا كانت مرتبطة بمحرّمات مثل القمار والغش والكلام الفاحش، أو إذا كانت تشغل المسلم عن أداء الواجبات الدينية كالصلاة وبرّ الوالدين. ومع ذلك، هناك تباين في الآراء بشأن حُكمها إذا لم تكن تشمل المحرّمات أو تشغل عن الواجبات.

بعض العلماء يرون الشطرنج حرامًا حتى وإن لم يكن مصحوبًا بمحرّمات، استنادًا إلى تفسير الآية القرآنية، قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ*إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ).

هذه الاية تحذر من الخمر والميسر. يرون أن الشطرنج يشترك معها في تحريمها بسبب إمكانية إيقاع العداوة بين الناس وصدّ الإنسان عن ذكر الله والصلاة.

ما هو حكم الشطرنج في المذاهب الأربعة؟

حكم الشطرنج في المذاهب الفقهية الأربعة، الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية، يختلف بينها قليلاً، وذلك بناءً على تفسير النصوص الشرعية والآراء الفقهية لعلماء كل مذهب. 

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الآراء قد تختلف بين علماء المذاهب الواحدة حسب تفسيراتهم وفهمهم للنصوص الشرعية، ولذلك يفضل استشارة عالم دين مؤهل للحصول على رأي دقيق حول هذا الموضوع في إطار الشريعة الإسلامية. 

إليكم نبذة عن حكم الشطرنج في كل مذهب:

1. المذهب الحنفي

في المذهب الحنفي، يُعتبر الشطرنج حلالًا بشرط أن يُلعب بدونرهان وبدون إضاعة الوقت الكثير فيه. ولكن في حالة إضاعة الوقت الكثير في الشطرنج أو أن يؤدي إلى إهمال الواجبات الدينية، قد يعتبر بعض العلماء ذلك مكروهاً.

2. المذهب المالكي

في المذهب المالكي، يُعتبر الشطرنج محرمًا بشكل عام، ويرجعون ذلك إلى استنادهم إلى بعض الأحاديث التي تنهى عن لعب الشطرنج.

ومن بين الأحاديث التي يستند إليها المذهب المالكي:

• حديث ابن عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لعب بالشطرنج فقد أشرك بيده ورجله وقلبه".

• حديث أبي هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تلعبو الشطرنج، فإنها من الميسر".

الآراء الفقهية في المذهب المالكي:

• القول المشهور: يذهب جمهور المالكية إلى تحريم الشطرنج مطلقاً، سواء كان على عوض أو مجاناً.

• قول آخر: يرى بعض المالكية أن اللعب بالشطرنج مكروهٌ، وليس حراماً، إذا لم يُشغل عن واجب، ولم يُؤدّ إلى خصومة أو عداوة.

• قول ثالث: يبيح بعض المالكية اللعب بالشطرنج إذا كان على سبيل التسلية والترويح عن النفس، مع مراعاة شروط عدم الإدمان وعدم إشغال عن واجب.

3. المذهب الشافعي

في المذهب الشافعي، يُعتبر الشطرنج حلالًا بشرط أن لا يكون مصحوبًا بالمراهنة وأن لا يشغل الإنسان عن أداء واجباته الدينية.

أدلة هذا الحكم تشمل:

• عدم وجود نص صريح في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة يحرّم لعب الشطرنج.
• وجود بعض الأحاديث التي تنهى عن لعب الشطرنج، ولكن هذه الأحاديث ضعيفة السند أو قابلة للتأويل.
• اعتبار الشطرنج من ألعاب الذكاء والتخطيط، ولا يُعدّ من الميسر أو القمار.

شروط إباحة لعب الشطرنج في المذهب الشافعي تشمل:

• عدم وجود مراهنة على اللعب.
• عدم إشغال اللعب عن أداء الواجبات الدينية أو واجبات العمل أو الدراسة أو غيرها.
• عدم اللعب في أماكن محرّمة مثل المساجد أو أماكن اللهو.
• عدم إثارة المشاحنات أو العداوات بين اللاعبين.

4. المذهب الحنبلي

في المذهب الحنبلي، يُعتبر الشطرنج مكروهًا، ويقول الفقهاء الحنابلة إن الشطرنج يشغل الإنسان عن الأمور الدينية والدنيوية الصالحة.

تتضمن أدلة هذا الحكم:

• وجود بعض الأحاديث التي تنهى عن لعب الشطرنج، وعلى الرغم من أن هذه الأحاديث قد تكون ضعيفة السند أو قابلة للتأويل.
• اعتبار بعض الفقهاء الحنابلة أن الشطرنج من الملاهي التي تُلهي عن ذكر الله تعالى.
• اعتبار بعض الفقهاء الحنابلة أن الشطرنج يُشغل الإنسان عن واجباته الدينية والدنيوية.

خلاصة

باختتام هذا الموضوع بشكل عام، يمكن القول إن حكم الشطرنج يختلف بين المذاهب الفقهية المختلفة، حيث يعتبر حلالاً في بعض المذاهب مع شروط محددة، بينما يعتبر مكروهاً أو حراماً في غيرها، ويتوجب على الفرد الاستنداد إلى رأي علماء المذهب الذي يتبعه واحترام الشروط التي يحددها الفقهاء فيما يتعلق بلعب الشطرنج. 

ومن المهم أن يكون الفرد مسؤولاً في استخدام وقته وأن يضع الأولويات الدينية والدنيوية في الاعتبار، محاولاً تجنب أي نشاط قد يؤثر سلباً على عبادته أو مسؤولياته الأخرى. وفي النهاية، يجب على المسلم أن يسعى لتحقيق التوازن بين الاستمتاع بالأنشطة الترفيهية وبين الالتزام بتعاليم الدين وأخلاقه.