أكثر من 50 ألف قتيل في غزة.. ومسؤولة السياسة الأوروبية تسعى لإحياء الهدنة
حصيلة مأساوية في غزة وسط تصعيد عسكري مستمر
تجاوز عدد القتلى في قطاع غزة حاجز الـ50 ألفًا منذ بداية الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع في السابع من أكتوبر 2023. ووفقًا لتقارير وزارة الصحة الفلسطينية، فإن العدد الإجمالي للضحايا بلغ 50,021 قتيلًا و113,274 مصابًا، مع استمرار القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة في القطاع، مما يزيد من تفاقم الكارثة الإنسانية التي يعيشها السكان.
الأبعاد الإنسانية لتفاقم الأزمة
يمثل هذا التصعيد العسكري كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث وثقت التقارير تعرض المدنيين لدمار شامل في البنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات التي أصبحت 80% منها خارج الخدمة. كما أشارت التقارير إلى معاناة النازحين الفلسطينيين الذين يعيشون في ظروف قاسية في مخيمات عشوائية، مثل تلك المقامة في مكب نفايات في منطقة اليرموك بمدينة غزة. هذه المأساة الإنسانية تتطلب تدخلًا دوليًا عاجلًا لوقف التصعيد وإعادة الأمل للسكان.
تحركات دولية لإحياء الهدنة
في ظل هذا الوضع المأساوي، تسعى مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي إلى الوساطة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية لإحياء الهدنة المفقودة. تأتي هذه الجهود في وقت تعاني فيه المنطقة من انعدام الاستقرار السياسي، مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في شمال القطاع وتوسيع ما تسميه إسرائيل بـالمنطقة الدفاعية.
الموقف الدولي ومجلس الأمن
تباينت ردود الأفعال الدولية تجاه ما يحدث في غزة. فقد حملت المجموعة العربية في مجلس الأمن إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تداعيات خرق اتفاق وقف إطلاق النار. وأشارت إلى أن استمرار التصعيد يتعارض مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، مما يضع المجتمع الدولي أمام اختبار لإظهار جدية مواقفه في وقف العنف ودعم عملية السلام.
الأثر على الأطفال والمجتمع المدني
واحدة من أكثر الجوانب المروعة للأزمة هي استهداف الأطفال، حيث حذرت وكالة الأونروا من أن مقتل 200 طفل في غضون خمس ساعات فقط يعد سابقة خطيرة. كما تعرضت سيارات مدنية ومرافق حيوية، مثل سيارة صرف صحي تابعة لبلدية عبسان، للقصف، مما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من الأشخاص. استمرار هذه الهجمات يهدد بمزيد من التدهور للمجتمع المدني في القطاع.
خلاصة
الأوضاع في غزة وصلت إلى مستويات كارثية، حيث تسجل الأرقام المأساوية ارتفاعًا يوميًا في عدد القتلى والجرحى وسط استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي. وبينما تسعى الأطراف الدولية لإحياء الهدنة، يبقى التحدي الأكبر هو إنهاء المعاناة الإنسانية للسكان المدنيين في القطاع. هل ستنجح الجهود الدولية في تحقيق السلام أم أن المنطقة ستظل عالقة في دوامة العنف؟ يبقى هذا السؤال مفتوحًا أمام المستقبل القريب.