في خضم التحولات السياسية الكبرى التي تشهدها سوريا، يبرز اسم ماهر الشرع كواحد من الشخصيات المؤثرة التي تلعب دورًا بارزًا في صياغة مستقبل البلاد. ولكن، ماذا نعرف عن ماهر الشرع وعلاقته بروسيا؟ وهل يمكن لهذه العلاقة أن تسهم في تشكيل ملامح المرحلة الانتقالية في سوريا؟ تابع معنا لتتعرف على مزيد من التفاصيل.

ماهر الشرع: من هو؟

ماهر الشرع هو شخصية بارزة في المشهد السياسي السوري، وشقيق رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع. وُلد في دمشق عام 1973 وبدأ مسيرته التعليمية في أكاديمية فورونيغ الطبية الحكومية في روسيا، حيث حصل على شهادة الطب العام وتخصص في طب النساء. بعد التخرج، عاد إلى سوريا ليبدأ مسيرته في المجال الطبي، ثم عاد لاحقًا إلى روسيا ليواصل عمله هناك.

عُيّن الشرع في منصب أمين عام الرئاسة السورية في أبريل/نيسان 2025، وهو منصب يضعه في قلب الإدارة السياسية في سوريا. قبل ذلك، شغل منصب القائم بأعمال وزير الصحة بين ديسمبر/كانون الأول 2024 ومارس/آذار 2025، حيث أظهر كفاءة في إدارة الملفات الصحية خلال فترة انتقالية حساسة.

دوره في السياسة السورية

يتولى ماهر الشرع دورًا محوريًا كأمين عام للرئاسة، حيث يشرف على تنظيم جدول أعمال الرئيس، والتنسيق مع المؤسسات الحكومية، وضمان تنفيذ المراسيم الرئاسية. هذا الدور يتطلب مهارات قيادية وإدارية عالية، وهو ما يمثّل تحديًا كبيرًا في ظل الظروف السياسية الحالية.

كما أن تعيينه في هذا المنصب يعكس ثقته العالية من قبل شقيقه أحمد الشرع، رئيس المرحلة الانتقالية، وهو ما يعزز من نفوذه داخل الدائرة السياسية السورية. ومع ذلك، فإن تأثيره لا يقتصر على السياسة الداخلية فحسب، بل يمتد ليشمل العلاقات الخارجية، خاصة مع روسيا.

علاقته بروسيا

ما يميز ماهر الشرع عن غيره من الشخصيات السياسية هو ارتباطه الوثيق بروسيا. خلال فترة إقامته الطويلة في روسيا، بنى روابط عائلية وتجارية قوية هناك. زوجته، تاتيانا زاكيروفا، تحمل الجنسيتين الروسية والسورية، وتملك عائلتها مصالح اقتصادية كبيرة في روسيا، تشمل عقودًا حكومية وتعاونات تجارية.

هذه العلاقات جعلت الشرع بمثابة حلقة وصل بين سوريا وروسيا، القوة الكبرى التي لعبت دورًا حاسمًا في دعم النظام السوري خلال سنوات الحرب. تشير تقارير إلى أن هذه الروابط قد تسهم في تعزيز التعاون الروسيالسوري في مجالات الاقتصاد، الدفاع، والصحة.

الجدل حول دوره وتأثيره

مع تولي ماهر الشرع هذا الدور الحساس، أثيرت تساؤلات حول مدى تأثيره في صياغة سياسات الدولة. البعض يرى أن وجوده في هذا المنصب يعزز من التعاون الروسيالسوري، بينما يعتبر آخرون أن ارتباطاته العائلية قد تؤدي إلى تضارب مصالح يؤثر على استقلالية القرار السوري.

بالإضافة إلى ذلك، فإن دوره كأمين عام للرئاسة يضعه على خط المواجهة في التعامل مع التحديات الكبرى التي تواجه سوريا، من إعادة الإعمار إلى تحقيق الاستقرار الأمني والاقتصادي.

تطلعات المستقبل

مع استمرار المرحلة الانتقالية في سوريا، يبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن ماهر الشرع من تحقيق التوازن بين المصالح الوطنية السورية والعلاقات الدولية، خاصة مع روسيا؟

الدور الذي يلعبه الشرع في هذه المرحلة قد يكون حاسمًا في تحديد مستقبل سوريا، خصوصًا مع تعاظم التحديات الداخلية والخارجية. ومع ذلك، فإن نجاحه يعتمد على قدرته في إدارة التوازنات السياسية والدبلوماسية بحكمة.

الخاتمة

ماهر الشرع ليس مجرد شخصية سياسية عادية، بل يمثل جسرًا بين سوريا وروسيا في مرحلة مليئة بالتحديات والمتغيرات. علاقاته الشخصية والعائلية مع روسيا تجعله لاعبًا فاعلًا في صياغة السياسات السورية، ولكن يبقى السؤال: هل سيتمكن من تحقيق تطلعات الشعب السوري في بناء مستقبل مستقر ومزدهر؟

ما رأيك في تأثير ماهر الشرع على مستقبل سوريا؟ شاركنا رأيك في التعليقات.

مع أطيب التحيات، طوب أخبار