مع وفاة البابا فرنسيس، يواجه العالم الكاثوليكي تساؤلاً مصيرياً: من سيكون البابا القادم؟ يُعتبر اختيار البابا الجديد حدثاً هاماً تتجه إليه أنظار 1.4 مليار كاثوليكي حول العالم. في هذا المقال، نستعرض أبرز الأسماء المرشحة لخلافة البابا فرنسيس، ونتناول العملية السرية التي سيجتمع فيها الكرادلة لاختيار القائد الروحي الجديد للكنيسة الكاثوليكية.

أبرز المرشحين لخلافة البابا فرنسيس

بيترو بارولين: المرشح الإيطالي المخضرم

يُعد الكاردينال بيترو بارولين، البالغ من العمر 70 عاماً، أحد الأسماء البارزة في السباق. شغل منصب وزير خارجية الفاتيكان وكان بمثابة المستشار الأول للبابا فرنسيس. يتميز بارولين بخبرته الطويلة في الدبلوماسية الدولية وإدارة الكوريا الرومانية. يرى البعض أنه يميل إلى التركيز على القضايا العالمية أكثر من التمسك الصارم بعقيدة الكنيسة التقليدية، وهو ما يجعله شخصية مثيرة للجدل بين الكرادلة.

لويس أنطونيو تاغلي: صوت آسيا المعتدل

الكاردينال لويس أنطونيو تاغلي الفلبيني، البالغ من العمر 67 عاماً، يُعتبر رمزاً للأمل بالنسبة للكاثوليك في آسيا. يتمتع بخبرة رعوية واسعة جعلته قريباً من الناس، إضافة إلى دوره القيادي في تعزيز دور الكنيسة الكاثوليكية في الفلبين، حيث يشكل الكاثوليك 80% من السكان. يُنظر إليه على أنه شخصية معتدلة تسعى للتوازن بين التقاليد والإصلاحات.

بيتر كودو أبيا توركسون: مرشح إفريقيا

الكاردينال الغاني بيتر كودو أبيا توركسون يُعد من أبرز الوجوه الإفريقية في الفاتيكان. يتمتع بخبرة طويلة في العمل داخل الأجهزة الإدارية للكنيسة، وهو مدافع قوي عن العدالة الاجتماعية وقضايا التنمية المستدامة. يُنظر إليه كوجه تقدمي يمكن أن يعبر عن تطلعات الكنائس الإفريقية التي تشهد نمواً متزايداً في أعداد المؤمنين.

فريدولين أمبونغو بيسونغو: صوت الكنيسة الإفريقية النابض

بيسونغو، الكاردينال الكونغولي، شخصية بارزة في الكنيسة الإفريقية. يتمتع بشعبية كبيرة في بلاده بسبب نشاطه في الدفاع عن حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية. يُعتبر أحد الأصوات القوية التي تدعو إلى إصلاح الكنيسة لتكون أكثر قرباً من الفقراء والمهمشين.

العملية الانتخابية: كيف يتم اختيار البابا الجديد؟

يتم اختيار البابا الجديد في مجمع سري يُعقد داخل كنيسة السيستين في الفاتيكان. يشارك في هذا المجمع الكرادلة المؤهلون للتصويت، حيث يخضعون لعدة جولات من الاقتراع حتى يتم التوصل إلى توافق على اسم واحد. من الجدير بالذكر أن نحو 80% من الكرادلة الحاليين قد تم تعيينهم من قبل البابا فرنسيس، مما يمنح العملية طابعاً عالمياً متنوعاً.

الاعتبارات المستقبلية

مع تزايد التنوع الجغرافي والثقافي داخل الكنيسة، قد نشهد انتخاب بابا من خارج أوروبا للمرة الثالثة على التوالي. الاختيار لن يكون سهلاً، خاصة أن الكرادلة سيأخذون في الحسبان التحديات التي تواجه الكنيسة، من قضايا اجتماعية مثيرة للجدل إلى ضرورة تعزيز دور الكنيسة في المناطق النامية.