هل سبق وشاهدت مقطع الفيديو الذي انتشر مؤخرًا ويدّعي أنه يُظهر تحليق طائرات حربية فوق سيناء بمصر؟ قد تحمل الأخبار المضللة أحيانًا طابعًا مثيرًا، لكن الحقيقة غالبًا ما تكون مختلفة تمامًا. في هذا المقال، سنكشف حقيقة هذا الفيديو ونضع الأمور في نصابها الصحيح.

ما هي الادعاءات المرتبطة بالفيديو؟

أثار الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي ضجة واسعة، حيث زعم ناشروه أن مصر تستعد لعملية عسكرية وشيكة في سيناء، وذلك استنادًا إلى مشاهد تُظهر أسرابًا من الطائرات الحربية تحلّق في السماء. ومع تصاعد التوترات الإقليمية، ربط البعض هذا المشهد بتطورات الحرب في قطاع غزة.

حقيقة الفيديو: عرض عسكري وليس عملية عسكرية

بعد التحقق الدقيق من الفيديو، تبين أنه لا يتعلق بأي أحداث حديثة أو عمليات عسكرية في سيناء. الفيديو في الأصل تم تصويره في الثالث من أكتوبر 2024 خلال عرض عسكري بمناسبة تخرج دفعة جديدة من طلاب الأكاديمية العسكرية في مصر.

وفقًا لما ورد في وكالة فرانس برس، تم نشر الفيديو لأول مرة عبر منصة تيك توك من حساب يحمل اسم "@castel.eg" مع تعليق يوضح أنه من حفل تخرج طلاب الأكاديمية العسكرية. وقد ظهرت في الفيديو مروحيات تحمل العلم المصري وشعارات عسكرية، في إشارة واضحة إلى طبيعة المشهد الاحتفالية.

التحقق من صحة الفيديو

باستخدام أدوات التحقق من صحة الأخبار، تم تقطيع الفيديو إلى مشاهد ثابتة ومقارنتها بأحداث مشابهة منشورة سابقًا. النتائج أكدت أن الفيديو قديم وغير مرتبط بتطورات الحرب في غزة أو أي عمليات عسكرية في سيناء. كما أشار الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية المصرية إلى أن الحفل تضمن استعراضًا جويًا ضمن فعاليات الاحتفال.

لماذا تنتشر الأخبار المضللة؟

انتشار الأخبار المضللة على نطاق واسع غالبًا ما يكون نتيجة لمحاولات إثارة الجدل أو جذب الانتباه. في هذا السياق، استغل ناشرو الفيديو التوترات السياسية في المنطقة لتقديم الفيديو على أنه دليل على تحركات عسكرية مصرية في سيناء. لكن مثل هذه الادعاءات تفتقر إلى أي أدلة موثوقة وتسيء إلى فهم الجمهور.

الدور المصري في الأزمة الفلسطينية

تجدد انتشار الفيديو جاء بالتزامن مع مواقف مصرية رافضة لأي خطط تهجير للفلسطينيين من قطاع غزة، كما جاء في القمة الثلاثية التي جمعت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والعاهل الأردني عبدالله الثاني. أكدت القمة على ضرورة أن تتولى السلطة الفلسطينية مسؤولية غزة، مع رفض أي محاولات لضم الأراضي الفلسطينية.

وقد زار الرئيس الفرنسي مدينة العريش في شمال سيناء، حيث اطلع على الجهود الإغاثية المقدمة للجرحى الفلسطينيين. هذه التحركات تسلط الضوء على دور مصر الإنساني والسياسي في دعم القضية الفلسطينية، بعيدًا عن أي دلالات عسكرية خاطئة.

جدول الحقائق حول الفيديو

كيف نحمي أنفسنا من الأخبار المضللة؟

لمواجهة انتشار المعلومات غير الصحيحة، يجب التأكد دائمًا من مصدر الأخبار وصحتها قبل تصديقها أو مشاركتها. يمكن استخدام أدوات التحقق من الأخبار والرجوع إلى المصادر الرسمية للحصول على المعلومات الدقيقة.