📁 آخر الأخبار

الأردن يواجه الإخوان: أزمة متصاعدة وحماس تزيد التوترات السياسية

الأردن يواجه "الإخوان".. و"حماس" تدخل على خط الأزمة

الأردن يواجه "الإخوان".. و"حماس" تدخل على خط الأزمة

ما الذي يجري في الأردن بين الحكومة وجماعة الإخوان المسلمين؟ وكيف تحاول حركة حماس التدخل في الأزمة الأخيرة التي أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والشعبية؟ في هذا المقال، نستعرض تفاصيل القضية وأبعادها المختلفة، مع تحليل عميق للمتغيرات الداخلية والخارجية التي تؤثر على المملكة.

تفاصيل الأزمة: خلية إرهابية أم نصرة لفلسطين؟

أعلنت السلطات الأردنية مؤخرًا عن تفكيك خلية وصفت بـ"الخطيرة"، مكونة من 16 فردًا، متورطين في تصنيع صواريخ وطائرات مسيرة، وتجنيد عناصر داخل المملكة وخارجها. وبحسب التقارير، كانت الخلية تخطط لاستهداف منشآت حيوية، مما شكل تهديدًا مباشرًا للأمن الوطني الأردني.

في المقابل، أصدرت حركة حماس بيانًا تطالب فيه بالإفراج عن المعتقلين، معتبرة أن أفعالهم جاءت بدافع نصرة القضية الفلسطينية ورفضًا للاعتداءات الإسرائيلية. هذا الموقف أثار غضبًا داخل الأردن، حيث وُصف بأنه تدخل في شؤون المملكة الداخلية ومحاولة لتسييس قضية أمنية حساسة.

الإخوان في الأردن: من الحل إلى الحظر؟

تعيش جماعة الإخوان المسلمين في الأردن تحت ضغوط متزايدة. فمنذ حل الجماعة قانونيًا بقرار من محكمة التمييز عام 2020، استمرت في العمل من خلال حزب "جبهة العمل الإسلامي" كذراع سياسي. ومع الكشف عن ارتباط بعض أفراد الخلية بتنظيم الإخوان، تصاعدت الدعوات الشعبية والرسمية لحظر الحزب بالكامل.

يرى مراقبون أن هذا التوجه يعكس تراجع نفوذ الجماعة في الأردن، خاصة مع تزايد الوعي الشعبي بخطورة الأجندات الخارجية. كما أن الخطاب الرسمي للحكومة الأردنية بات أكثر حزمًا، حيث أكد رئيس الوزراء جعفر حسان أن "لا مكان لأي ولاءات خارجية"، مشددًا على أن أمن المملكة فوق كل اعتبار.

دور "حماس": تدخل أم تصعيد؟

دخول حركة حماس على خط الأزمة أضاف بعدًا جديدًا للصراع. فتصريحاتها التي دافعت عن المعتقلين لم تلقَ قبولًا في الأردن، بل اعتُبرت محاولة لتبرير أفعال تهدد استقرار المملكة. هذا التدخل أعاد تسليط الضوء على العلاقة المعقدة بين حماس والإخوان في الأردن.

يُعتقد أن تيارًا داخل الجماعة يُعرف بـ"تيار حماس" يتمتع بنفوذ قوي ويدفع باتجاه خيارات أكثر تصعيدًا، مما يضع الجماعة في موقف أكثر تعقيدًا. فبينما تحاول القيادة التقليدية للإخوان تبني خطاب أكثر مرونة للتقارب مع الدولة، يبدو أن هناك انقسامات داخلية بين التيارات المختلفة.

مستقبل العلاقة بين الدولة والإخوان

مع تصاعد الأحداث، تبدو العلاقة بين الدولة الأردنية وجماعة الإخوان المسلمين أمام منعطف حاسم. فالحكومة تواجه تحديًا مزدوجًا: إدارة ملف أمني حساس يتضمن تهديدات إرهابية، والتعامل مع جماعة سياسية تمتلك قاعدة شعبية لا يُستهان بها.

تشير التوقعات إلى أن السلطات قد تتخذ إجراءات قانونية أكثر صرامة، مثل حظر كامل لأنشطة الجماعة غير المرخصة. هذا السيناريو قد يعيد تشكيل المشهد السياسي في الأردن، خاصة في ظل التحديات الإقليمية والدولية التي تواجه المملكة.

هل تتجه جماعة الإخوان إلى مزيد من التراجع؟

منذ سنوات، تعاني جماعة الإخوان المسلمين في الأردن من تراجع نفوذها السياسي والشعبي. ويرى محللون أن الأزمة الحالية قد تُسرِّع من هذا التراجع، خاصة مع تصاعد الانتقادات لأدوارها المزدوجة بين السياسة والإيديولوجيا.

ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن الجماعة ما زالت تحظى بدعم شريحة من المجتمع الأردني، مما يجعلها لاعبًا يصعب إقصاؤه بالكامل. السؤال الذي يفرض نفسه هنا: هل ستتمكن الجماعة من إعادة التموضع في المشهد الداخلي، أم أن التحديات الحالية ستدفعها نحو مزيد من التشرذم؟

الخاتمة

الأزمة بين الأردن وجماعة الإخوان المسلمين، مع تدخل حركة حماس، تفتح الباب أمام تساؤلات كثيرة حول مستقبل العلاقة بين الدولة وهذه التنظيمات. هل ستتمكن الحكومة من التصدي لهذه التحديات بحزم دون المساس بالنسيج الاجتماعي؟ أم أن الأطراف المتورطة ستعيد النظر في استراتيجياتها لتجنب تصعيد إضافي؟
مع أطيب التحيات، طوب أخبار.

مراجع إضافية

مقالات ذات صلة

تعليقات