📁 آخر الأخبار

اليهود البغداديون في الهند: إرث ثقافي عراقي يزدهر في مومباي

اليهود البغداديون.. حكاية بصمات عراقية في الهند

اليهود البغداديون.. حكاية بصمات عراقية في الهند

كيف يمكن لجماعة صغيرة أن تشكل تأثيرًا كبيرًا في بلد بعيد مثل الهند؟ هذا هو السؤال الذي يكشف عن حكاية "اليهود البغداديون"، الذين جلبوا معهم إرثهم الثقافي والتجاري من العراق إلى الهند، وساهموا في صياغة ملامح مجتمع متنوع ومزدهر. تابع معنا لتتعرف على تفاصيل هذه القصة الفريدة.

من بغداد إلى الهند: رحلة في الزمان والمكان

بدأت رحلة "اليهود البغداديون" إلى الهند في النصف الأول من القرن التاسع عشر. كان أول الوافدين جوزف سماح، الذي وصل إلى مرفأ سورات في غوجارات عام 1730، بحثًا عن فرص تجارية جديدة. لاحقًا، أصبحت مومباي وجهة رئيسية لهذه الجماعة، حيث هرب العديد منهم من بطش داود باشا، آخر حكام العراق من المماليك.

بحلول عام 1832، بدأت عائلة ديفيد ساسون، إحدى أبرز العائلات اليهودية البغدادية، في تأسيس وجود اقتصادي قوي في مومباي. تخصصوا في البداية في تجارة الأفيون، ثم توسعوا في مجالات أخرى مثل بناء الموانئ والمدارس والمستشفيات. تركت هذه العائلة بصمة لا تُنسى في الهند، حيث لا تزال آثارها قائمة حتى اليوم.

الثقافة البغدادية: نكهة فريدة في الهند

لم يقتصر تأثير "اليهود البغداديين" على التجارة فقط، بل امتد إلى الثقافة والمجتمع. احتفظوا بلغتهم العربية إلى جانب الإنجليزية والهندية، وقدموا خليطًا فريدًا من التقاليد الشرقية والغربية. كان الطعام البغدادي اليهودي الممزوج بالتوابل الهندية مثالًا حيًا على هذا التفاعل الثقافي، حيث يعكس مزيج النكهات حكاية اندماجهم في المجتمع الهندي مع الحفاظ على هويتهم الأصلية.

كما شيدوا معابد يهودية (سيناغوغ)، مثل كنيس "إلياهو" في وسط مومباي، والذي أصبح رمزًا لتاريخهم العريق. يُبرز هذا المعلم المعماري كيف استطاعت هذه الجماعة أن تجمع بين تراثها الديني وثقافة البلد المضيف.

التحديات والرحيل: نهاية مرحلة وبداية أخرى

رغم ازدهارهم في الهند، واجه "اليهود البغداديون" تحديات كبيرة بعد استقلال الهند عام 1947. فرضت الحكومة قوانين اقتصادية جديدة حدّت من قدرتهم على الاستثمار والتجارة. ومع إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948، بدأ العديد منهم في التفكير بالهجرة، حيث اختار البعض الانتقال إلى إسرائيل بينما فضل آخرون دولًا غربية مثل بريطانيا وأمريكا.

بحلول منتصف القرن العشرين، انخفض عدد اليهود البغداديين في الهند بشكل كبير. ومع ذلك، بقي إرثهم الثقافي والاقتصادي شاهدًا على وجودهم التاريخي.

إرث لا يُنسى: اليهود البغداديون في الذاكرة

تُظهر شهادات مثل تلك التي تنشرها كيرا شالوم على حسابها في إنستغرام كيف أن ذكريات "اليهود البغداديين" لا تزال حية. يحكي البعض عن أيام الطفولة في مومباي، وعن الطعام والاحتفالات، وعن الأثر العميق الذي تركته هذه الجماعة في الهند.

كما أن المؤرخين مثل شالفا ويل يواصلون تسليط الضوء على دورهم الفريد في التاريخ، مشيرين إلى أن هذه الجماعة لم تكن مقتصرة على بغداد فقط، بل شملت يهودًا من مدن عراقية أخرى مثل الموصل والبصرة، وحتى من دول مجاورة مثل سوريا وإيران.

الخاتمة

تحكي قصة "اليهود البغداديين" في الهند عن قوة التفاعل الثقافي والقدرة على الاندماج مع الحفاظ على الهوية. رغم رحيل معظمهم، يظل إرثهم شاهدًا على مساهماتهم في الهند وعلى الروابط التاريخية بين الشرق الأوسط وجنوب آسيا. فما رأيك في أهمية الحفاظ على هذه القصص التاريخية؟ شاركنا رأيك.

مع أطيب التحيات، طوب أخبار

مراجع إضافية

مقالات ذات صلة

تعليقات