هل تقترب الأزمة المتصاعدة في غزة من انتهاء فصلها الحالي؟ في ظل ارتفاع حدة الغارات الليلية وسقوط المزيد من القتلى والجرحى، تتجه الأنظار إلى مشاورات حركة حماس حول المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار، الذي تشير التوقعات إلى أنه قد يبصر النور قريباً. فما هي مستجدات هذه المشاورات؟ وما هو الوضع الميداني في القطاع؟

مشاورات حركة حماس: اقتراب من الحسم

وفقاً لمصادر فلسطينية مطلعة، فإن مشاورات حركة حماس بشأن المقترح الإسرائيلي للتوصل إلى وقف إطلاق النار دخلت مراحلها النهائية. وأكدت المصادر أن الرد النهائي سيتم إرساله للوسطاء قريباً، مع احتمال أن تُختتم المشاورات خلال اليوم. هذا التطور يأتي بعد أسابيع من الجهود الدبلوماسية المكثفة التي قادتها أطراف إقليمية ودولية لتخفيف حدة التوتر في غزة.

من جهته، أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خلال لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن بلاده تعمل على تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة بهدف التوصل إلى اتفاق يُنهي معاناة الفلسطينيين. وأشار الأمير إلى أن إسرائيل لم تلتزم باتفاق الهدنة السابق، مما زاد من تعقيد الأوضاع في القطاع.

الوضع الميداني: قتلى وجرحى في غارات ليلية

على الجانب الميداني، شهدت غزة تصعيداً عسكرياً ملحوظاً خلال الليالي الماضية، حيث نفذت الطائرات الإسرائيلية عدة غارات استهدفت مناطق مختلفة من القطاع. ووفقاً لتقارير الدفاع المدني في غزة، أودت هذه الغارات بحياة أكثر من 28 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال، وأصيب العشرات بجروح متفاوتة.

وأفادت هيئة الدفاع المدني بأن الغارات استهدفت مناطق سكنية ومخيمات للنازحين، مما تسبب في أضرار جسيمة. كما أظهرت مقاطع مصورة اشتعال النيران في الخيام، وسط محاولات يائسة من المسعفين لإنقاذ المصابين وانتشال الجثث.

ردود فعل شعبية ومظاهرات

في ظل هذه الأوضاع المتوترة، خرج مئات الفلسطينيين في مظاهرات ببلدة بيت لاهيا شمالي غزة، مطالبين بوقف الحرب وإنهاء المعاناة بأي ثمن. ووجه المتظاهرون انتقادات لاذعة لحركة حماس، معتبرين أنها تتحمل جزءاً من المسؤولية عن الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع. وقد شهدت بعض هذه المظاهرات مناوشات بين المحتجين وعناصر يُعتقد أنهم موالون لحماس.

الوساطة الدولية: هل تنجح الجهود؟

مع تزايد الدعوات الدولية لوقف التصعيد، تبقى احتمالية نجاح الوساطة مرهونة بمدى تجاوب الأطراف المختلفة مع المقترحات المطروحة. ويمثل هذا الاتفاق، إذا تحقق، بارقة أمل لسكان غزة الذين يعيشون في ظروف صعبة جراء استمرار القصف والحصار.