اختبار ترامب في الشرق الأوسط: المحادثات النووية والتوترات الإقليمية

هل يمكن أن يكون الشرق الأوسط هو التحدي الأكبر لإدارة ترامب؟ تساؤلات عديدة تثار حول قرارات الرئيس الأمريكي السابق، خاصة فيما يتعلق بالمحادثات النووية الإيرانية، الحرب التجارية، والتوترات الإقليمية. في هذا المقال، نستعرض أبعاد هذا "الاختبار الحقيقي" وتأثيره على السياسة الأمريكية في المنطقة.

المحادثات النووية الإيرانية في مسقط

استضافت عُمان محادثات بين الولايات المتحدة وإيران، في محاولة لتخفيف التوتر بشأن البرنامج النووي الإيراني. بينما يرى البعض أن هذه المحادثات قد تحمل فرصاً للتقدم، هناك آخرون، مثل الكاتب أموتز آساإيل في صحيفة "جيروزاليم بوست"، يعتبرونها مجرد "مضيعة للوقت". وفقاً لتحليلاته، الأنظمة الديكتاتورية لا تتفاوض بنيّة صادقة، مشيراً إلى تجارب تاريخية انتهت بالخداع.

التوتر السوري التركي وتأثيره على السياسات الإقليمية

في صحيفة "وول ستريت جورنال"، يرى الكاتب ميشيل دوران أن سوريا، وليس إيران، كانت التحدي الأكبر لإدارة ترامب في الشرق الأوسط. يشير دوران إلى أن الوضع في سوريا أصبح معقداً بعد سقوط نظام الأسد، حيث تُدار البلاد الآن من خلال حكومة انتقالية ضعيفة بقيادة أحمد الشرع. تركيا تسيطر على شمال سوريا، بينما تفرض إسرائيل نفوذها على الجنوب. هذه الديناميكيات أدت إلى تصاعد التوتر بين تركيا وإسرائيل.

دوران أشار إلى أن الضربة الإسرائيلية لقاعدة T4 لمنع تمركز تركي تُنذر بتصعيد جديد قد يشعل المنطقة. في الوقت نفسه، يسعى الرئيس التركي أردوغان إلى تأمين الحدود وحل أزمة اللاجئين السوريين، والذين يزيد عددهم عن ثلاثة ملايين لاجئ في تركيا.

سياسة ترامب: الوساطة والاقتصاد بدلاً من التدخل العسكري

دوران اقترح خطة وساطة أمريكية تجمع بين سيطرة جوية لإسرائيل ودور ميداني لتركيا، مع إنهاء التعاون الأمريكي مع الأكراد وفتح باب الاستثمار الدولي لإعادة إعمار سوريا. هذه الخطة تُظهر أن القيادة الأمريكية يمكن أن تظل فعالة بدون وجود قوات ميدانية، وتعتمد بدلاً من ذلك على التحالفات الاقتصادية.

بحسب دوران، يمكن أن تلعب دول الخليج وأوروبا دوراً محورياً في ضخ الأموال لإعادة إعمار سوريا، مع استفادة الشركات التركية من هذه العملية. مثل هذا النهج قد يُعيد التوازن إلى المنطقة دون اللجوء إلى مواجهات مباشرة.

الحرب التجارية وتأثيرها على العلاقات الدولية

الحرب التجارية التي أطلقها ترامب لم تقتصر على الصين فقط، بل امتدت لتشمل حلفاء تقليديين للولايات المتحدة. رسوم ترامب الجمركية أثارت جدلاً واسعاً حول أهدافها الحقيقية، هل هي عقوبة أم وسيلة لإعادة تشكيل النظام الاقتصادي العالمي؟ الإجابة لا تزال محل نقاش، ولكن تأثير هذه السياسات على حلفاء واشنطن كان واضحاً.

الخاتمة

يتضح أن "اختبار ترامب الحقيقي في الشرق الأوسط" لم يكن مجرد تحدٍ عابر، بل كان ساحة معقدة تتطلب مزيجاً من الوساطة، الإصلاح الاقتصادي، والدبلوماسية الحذرة. هل يمكن أن تكون هذه الاستراتيجية نموذجاً للقيادة الأمريكية في المستقبل؟ شاركنا رأيك في التعليقات.

مع أطيب التحيات، طوب أخبار.